الحكيم الروحاني الكبير Admin
المساهمات : 2780 تاريخ التسجيل : 13/09/2016
| موضوع: طبيعة العمل الشيطاني الجمعة سبتمبر 16, 2016 12:45 pm | |
| طبيعة العمل الشيطاني
الشيطان : هو من انحرف عن منهج الحق وعمـل لإضـلال الناس عن ذلك المنهج ... فكلُّ من انحرف من الإنس والجـن عـن منهج الحق فهو شـيطان , يقـول اللـه - تعـالى - { وكـذلك جعَلَنـا لكلِّ نبـيٍّ عـدواً شـياطينَ الإِنسِ والجـنِّ } الأنعام . وقد قدمت الآية ُذكـر شـياطينَ الإنسِ عـلى الجنِّ لأنهم من جنس الرسل فجميع الرسل والأنبياء هم مع الإنس فقط .فلذلك فان المصادمـة المباشرة مع الأنبياء هي من الإنس فكـان تأثيرهم الضلالي أكبر وأعنف على الإنس من تأثير الجن على الإنس فكيد الشيطان كان ضعيفاً فهو يخنس ويجبن أمام عظمة صمود الإرادة الإنسانية ضد الشهوات والإغراءات ,,,
عداوة الشيطان إن عداوة الشيطان لنـا هـي عـداوة طبيعيـة لا تزول ,, وهي من السنن الكونية الأساسية ومن خالف هذه السـنن تعرض للعقاب الطبيعي في الدنيا ثم للعقاب الإلهي في الآخرة يقول اللـه - سبحانهُ وتعالى - (" إن الشيطانَ لكما عدوٌ مبينٌ ") الأعـراف : 22 . (" إن الشـيطانَ للإنسـانِ عـدوٌ مبينٌ ") يوسف : 5 . (" إن الشـيطانَ لكـم عـدوٌ فـاتخذوهُ عدواً ") فاطر : 6
ما هو العقاب الطبيعي ? العقاب الطبيعي هو الضرر الناتج عـن مخالفـة السـنن الطبيعية , والفائدة والتوفيق هما العمل بموجب هذه القوانين , فالنـار تحرق فمن لم يتجنب قوانيين الحرق أحرقته النار , فـالذي يضـع يده بالنار تحرقه والذي لا يؤمِّن نفسه مـن النـار تحرقـه , والذي لا يأخذ حذره من الكهرباء تصعقه , والذي لا يحتـاط مـن برد الشتاء يضره , والذي يخالف فوانيين الغذاء والصحة يمرض جسمه ويتضرر , والذي يزني يصاب بالأمراض النفسية والجسـدية والاجتماعية وهو عقاب طبيعي له ,, فكل مخالفة لأي قانون مـن قوانين الطبيعـة أو القـوانين النفسـية أو الروحانيــة أو القوانين الاجتماعية أو القوانين الإلهية تُؤثـر بالمخـالف تأثيرا سلبياً يـؤدي لضـرره بمـا يناسـب نوعيـة المخالفـة القانونية . والشيطانُ هو عدو طبيعي للإنسانِ كما أن الأسـد عـدو طبيعي لحيوانات أخرى وكما أن القط عدو طبيعـي للفـأر وكمـا أن الذئب عدو طبيعي للغنم , فان لم يحتط الراعي من الـذئب أكـل غنمـه ,, وكذلك من لم يحتط من الشيطان تعرض لِمَسَه وأذاه فقـد قـال تعالى في كتابه { ان الشيطانَ لكم عدوٌ فاتخذوه عـدواً ") فـاطر : 6 ولقد أقسم الشيطانُ قسماً صادقاً بأن يتصـدى لبنـي آدم ولا يترك منهم أحداً إلا من حماه الله - تعـالى - { إن عبـادي ليسَ لك عليهم سلطانٌ إلا من اتبعكَ من الغاوين } الحجر { قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطَك المسـتقيم ثمَّ لآتينهم من بين أيديهم ومن خـلفهم وعـن أيمـانهم وعـن شمائلهم ولا تجدُ أكثرَهم شـاكرين } الأعـراف : 61 - 71 فـواضح مـن الآيـة مـدى ملازمـة الشـيطان للإنسـان ومـدى محاولاته التأثير عليه في جسمه ونفسه وعقله وسلوكه .
تجاهل علم النفس للوجود الشيطاني إن علم النفس الحديث يتجاهل الوجود الشيطاني وحضوره في النفس البشرية وتأثيرها عليها تأثيرا سلبياً , فإذا كان العلم الحديث يتجاهل الوجود الشيطاني كعنصـر موجود ومؤثر على نفسية الإنسان وسلوكه فكان من الأحـرى بعلماء المسلمين وأطبائهم النفسانيين أن يضعوا هـذا العـامل بالحسبان , فالأطباء النفسانيون لا يأخذون الوجـود الشـيطاني فـي حسـاباتهم متغافلين عن حقيقة أساسية تؤثر في سلوك الإنسان وحياتـه وهذا التجاهل أخذ عقابه الطبيعـي بتعقـد الأمـراض النفسـية وعدم وجود الحلول الطبيعية لها بسبب إغفال هذا العنصر المـرضي المهـم في النفس الإنسانية وهو الشيطان الرجيم , وقد جاء في الحـديث بأن الشيطان يجري من ابن آدم مجـرى الـدم يقـول اللـه - تعـالى - { ويريدُ الشـيطانُ أن يضلَهـم ضـلالاً بعيـداً } النساء : 60 ,, ونحن نجد أن الأمراض تقسم إلى ثلاثة أقسام : 1 - أمراض جسدية وهي من تخصص الأطباء العادين أو المعالجين بالأعشاب كما هو كان حاصلا منذ ألوف السنين التي مضت . 2- الأمراض النفسانية وهي الأمراض التي تتولد نتيجة عدم التوافق في الحركة مع الجسد أو الروح أو المجتمع مثل المشاكل الأسرية أو المشاكل العاطفية كمشاكل الحب بين المراهقين ,, وعدم التوافق العاطفي بين الأزواج وما يترتب عليها من مشاكل قد تؤدي للطلاق أو الانهيار العصبي أو الانحراف الزوجي ,, عدم التوافق الجنسي , وهي مشكلة خطيرة ومنتشرة في المجتمع وهي تسبب أعراضاً نفسية وجسمانية وروحانية خطيرة , ان هذه المشاكل ومشاكل أخرى كثيرة سببت أمراضا نفسية كثيرة مثل الكبت النفسي ,, وفصام الشخصية , وازدواج الشخصية , والوساوس القهرية ,, والعقد النفسية مثل كره الأبناء للآباء , والشعور بالنقص , وفقدان الثقة بالآخرين . 3- الأمراض الروحانية : وهي أمراض لا تخضع لقانون المرض الجسماني وهي لا تشخص ماديا , والعلم أقر بوجود أمراض نفسانية لا تشخص بالفحص المخبري وان كانت بعض الأمراض النفسية تؤدي الى خلل بيولوجي وذلك لوجود علاقة تأثير متزايد بين الانفعال النفسي والجسدي , فالانفعال النفسي يؤدي إلى انفعال جسدي مماثل وهنا يجب التريث في الفهم ,,, فالغضب يمر عبر مراحل :: أولا :- الوعي وهو أن يدرك الإنسان أن فلانا يشتمه أو يستفزه ثانيا:- الشعور : وهو حالة نفسية تنشأ في القلب الروحاني الذي هو مركز الوعي الإنساني , وطبيعة الحالة تنعكس حسب طبيعة وعي الإنسان وثقافته . ثالثا :_ الانفعال وهو رد فعل الإنسان تجاه الحادث ويكون رد الفعل مقترنا بالحالة الشعورية فينفعل الجسد فيفرز الأدرينالين مثلا في حالة الغضب مما يؤثر على الجسد ويوتره تبعا لحالة النفس ..وحينما نقوم بتهدئة الشخص نفسيا بأن نقول له اتق الله فتهدأ نفسيتة , فالهدوء يخف التوتر الجسدي, وهذا ينبه على أهمية العلاج النفسي المعنوي على خفض توترات الجسد وبالتالي على تقليل نسبة الأمراض النفسية . إن هذا الفاعل العجيب بين النفس والجسد هو محور فهمنا لبعض الأمراض النفسية والجسدية : فقد يصاب إنسان بالصداع نتيجة مشكلة نفسية , فيعالجه الطبيب ماديا بأن يعطيه مسكن مع العلم أن العلاج الحقيقي هو علاج حالته النفسيه بصورة نفسية ايجابية مضادة للصورة النفسية السالبة التي ارتسمت في الوعي , وكذلك عندنا أمراض ماديه مثل حب الشباب فيؤثر فيه الوضع النفسي وكذلك بعض أمراض القلب والمعدة تنتج نتيجة انفعالات نفسية سالبة التأثير ,, وعندنا كذلك أمراض وهمية كأن يشعر المريض بوجع في القلب ولا يوجد أي دليل مخبري على وجود مرض فيقول الطبيب للمريض ليس بك شيء فهو قد يعزيها إلى مرض وهمي نفسي ,,, وبالمقابل عندما يكون المرض بيولوجيا محضا فان المرض يوتر الحالة النفسية للمريض فقد يصاب باليأس أو بصدمة نفسية أو بانهيار عصبي إلى غير ذلك ,,, طبيعي أن ما نقوله حتى الآن مفهوم ومستوعب .ولكن أين التأثير الروحاني في مثل تلك الحالات المرضية ؟ قد ينكر العلم التجريبي وجود أمراض روحانية , ولكن بما أن الروح هي حقيقتنا وجوهرنا فلا بد أن نتريث قليلا وخاصة نحن في بلاد المسلمين : ولنذكر أن السحر والحسد والعين والمس ما هي إلا أمراضا روحانيه لا يجوز أن نعالجها بالمواد الكيمائية فهي تضر المريض ونحن نطالب الأطباء النفسانين أن يتنبهوا إلى هذه الحقيقة وكلما ابتعدنا عن الدواء الكيمائي كلما ساعدنا المريض أكثر في الشفاء , فماذا سيفعل الطبيب النفسي لحالة سحر كالتي ذكرها القرآن وهي التفرقه بين المرء وزوجه ؟ كيف سننقذ الزوجين من التسلط الشيطاني عليهما؟ , وكيف سيرفع تأثير السحر عنهما ؟ ماذا سيكون موقفه وهو يرى البغض يدب بين حبيبين بريئين ؟ وماذا سيفعل حينما يكون الصداع والوساوس القهرية هي من أثر السحر ؟ وكيف سيميز بين الوساوس التي يسببها خلل عضوي في الدماغ أو غيره ,وبين الوساوس النفسية الناتجة عن سوء فهم الآخرين وبين الوساوس الروحانية الناتجة عن التأثيرات الشيطانية ؟؟؟ بالطبع لن يعترف بذلك الواقع بل سيصرف له الدواء مع العلم بوجود أثار ضارة له من رعشة وتأثير على الذاكرة والأعضاء الجنسية وغير ذلك ...كل ذلك من سوء منهجية الغرب للعلاج النفساني ولعدم ثقتنا بأنفسنا وبحضارتنا .
المـــس التعريف العام للمس يقول الله - تعالى - {إن يمسسـكم قـرحٌ فقـد مسَ القومَ قرحٌ مثله } آل عمران : 41 . فالمس في هذه الآيـة هو مس الأذى المادي للجسد المادي فـأثَّرَ فيـه ماديـاً , والمس المادي يؤدى إلى المس الروحـاني وهـو إحسـاس الـروح بالأذى الواقع على الجسد فتتألم النفس لـذلك المس ,, ويقـول اللـه - تعـالى { وإذا مسَّ الناسَ الضرُّ دعَـوا ربَّهـم منيبيـنَ إليـه} الروم : 33 . والضرُّ هو المسُ الواقع عـلى الجسـد والنفس مسببًا الأذى والضرر . ويقول - تعـالى - {ولئـن مسَّـتهم نفحةٌ من عذابِ ربِّـك ليقُـولُنَّ ياويلنـآ إنَّـا كنَّـا ظـالمين } الأنبيـاء : 64 . { وإذا مسَّـكم الضـرُّ فـي البحر ضلَّ من تدعون إلا إيـاه } الإسراء : 76 .{ ولقـد خلقنا السماواتِ والأرضَ وما بينهما فـي سـتةِ أيـامٍ ومـا مسَّنا من لُّغُوبٍ } ق : 83 . فالتعب هو حالة إرهاق عضوي يصيب خلايا الجسم بعد نشاط خلوي كبير مما يساعد عـلى عـدم مقدرة تحكم الرُوح بإدارة الجسد وبالتالي من ممارسة نشـاطه وبالتالي الإحساس بالإرهاق النفسي ,, وتنتهي حالة التعب بإراحة الجسد أو النـوم , واللـه تعـالى ليس جسما حتى تؤثر فيه الخلايا فهو ليس كمثلـه شيء. يقول الله تعالى ٌ { قال أبشرتموني على أن مسَّنيَّ الكِبَرُ فبِـمَ تُبشِّـرون } الحجر : 45 . فالكِبَر هو وصف يمس الجسم فيؤدي إلى تغيير خلايا الجسم فتؤثر في بنية الجسم العامة فتبدوا على الجسم علامات الشيخوخة , وطبيعي جداً أن يكون ذلـك الشيء هـو إفـرازات معينة تتـم بواسـطة أوامـر مبرمجـة فـي الدمـاغ فتمس هـذه الإفرازات هيكلية الخلايا فتؤثـر عليهـا .يقول الله - تعالى - { وأيـوبَ إذ نادى ربَّهُ أني مسَّنيَ الضرُّ وأنت ارحـمُ الراحـمين } الأنبياء :38 . { واذكر عبدنا أيـوبَ إذ نـادى ربَّـهُ أنـي مسـنيَّ الشيطان ُبنصبٍ وعذابٍ } ص : 14 . فمس الشيطان الجسدي مـن الأمراض وغيره حاصل , وكم مـن الأمـراض الماديـة يعـاني منها أفراد كثيرون ولا يوجد لها عـلاج عنـد الأطبـاء وقـد تبين أنها أمراض تعود لأسباب روحانية شيطانية , وأيوب عليه الصلاة والسلام يعلم أن الله هو الذي يضر وينفع , ويعلم أن الشيطان لا يملك ضرًا ولا نفعاً ولكنه يعلم أيضاً ما هو قـانون الأسباب , ففي عالم الاسـباب نسـبَ الأذى إلى السـبب وهـو الشيطان , ولم ينسـب الأمـر إلى اللـه تأدبـا مـع اللـه , فالشيطان حينما استكبرَ عن السجود لآدمَ نسب الإغواء إلـى ربه , فقال { ربي بما أغويتني لأزينـنَّ لهـم فـي الأرض ِ ولأُغوينَّهم أَجمعينَ } الحجر : 93 . وهو صادق ولكنه لم يتأدب , وأيوب صادق فيمـا نَسَـب إلى الشـيطان ضمـن عـالم السببية ولكنه تأدب مع الله . ومن الآيـات أيضـا قولـه - تعالى - { إن تمسسكم حسنهٌ تسؤهم } آل عمران . فالآيـة توضح بأن المس مصطلح عام يشمل كل ما يصيب الإنسان في بدنـه ونفسه ,,, ومن الآيات أيضا قوله - تعالى - (" قـالت أنـى يكونُ لي غلامٌ ولم يمسسني بشرٌ ") مريم : 02 . فالمس هنـا هو ملامسـة مادية بين البشرتين . ويقول - تعـالى - { فـي كتاب ٍ مكنونٌ * لا يمسَّهُ إلا المطهرون } الواقعة : 97 . والمطهرون هم الملائكة وهم وحدهم الذين يطلعون على الكتـاب المكنون الذي به القـرآن فـي السـماء , والمس يكـون مقدمـة للإمساك , والإمساك المادي لـه قـانون يخـتلف عـن الإمسـاك الروحاني, فالكتاب في عالمنا هو ثلاثـي الأبعـاد, أمـا عـالم الروح فتختلف فيه مفاهيم المادة والمسافة والحجم والجاذبية يتضح لنا من خلال الآيات السابقة أن المس هو لفظ عام ليس مقتصراً على المس الشيطاني كما هو معتقد دائما , بل هو صفـة فعـل للأشـياء وهـو قسـمان : المَسٌ الروحـاني / والمَسٌ الجسماني , والمس الجسماني له خصائصه فقد يكون لَمساً وقد يكون ضربا وقد يكون مرضاً وقد يكـون عَرضـاً كـالكِبَر والضعـف والهزال , وقد يكون المس خيراً كالنعمة والحسـنة والشـفاء والراحة والسكينة عـلى الجسـد وكـالمس الجنسـي الـذي يسـبب السكينة الكاملة جسميًا ونفسياً .. المس الروحاني له خصائصه منهـا الطمأنينـة والحـب الكرة وضيق الصدر والوسـاوس , والإلهـام هـو مَس ُخير لأنه من جهـة الملـك أو روح مؤمنـة تكـون مصروفـة مـع الإنسان , فالأرواح تمس الإنسان , فالملائكة التي شـقت صـدر الرسول عليه الصلاة والسلام , والملائكة التي تخـرج الأنفس من الأجساد عنـد المـوت , والملائكـة التـي تغسـل الشـهداء أحيانا , فالمس يشمل الروح والجسد معا وهو إما مس خير أو مس شر وكل له علاماته ومواصفاته التي يعرف بها . | |
|