أيها المريض ..هذا الجني أسيرك فاشدد عليه.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
معلوم إخواني أن الله الجليل قد خلق الإنس و الجن كما وصف لنا , فكل له عالمه , و في حالة دخول الجني لجسد الإنسي , يحدث خلل و إرتباك لكلا الطرفين و لا يكون الأمر هين عل الجني أيضا إلا إذا كان صاحب خبرة و تجارب سابقة , لذلك يوكل بالدخول للجسد أخسهم قدرا و يقتصر دور الكبار منهم أذلهم الله علي التوجيه و الإمداد بالعون ......و الله اعلم بحالهم , و لكن هذا الإرتباك يتداركه الجني لغفلة الإنسان عن ما يحاك به و عندها يبدأ الجني في الهجوم , وعندها ينتبه المريض و يبدأ العلاج , وعند العلاج بالرقية ماذا يفعل الراقي؟
يقرأ بنية إحضار الجني للظهور علي الجسد لتنطبق عليه قوانين الجسد بيتألم بالضرب وغيره و ما كان هذا ليحدث لولا حضور الجني علي الجسد ,
فهذه طريقة لتعذيب الجني المعتدي
لكن هناك طريقة اخري لا يستطيع القيام بها إلا المريض نفسه (ولا أقول و قلة من الرقاة حتي لا يدعي كل احد ان له موهبة خاصة) والطريقة هي نقل المعركة لا عن طريق إحضار الجني علي الجسد , بل بجعلها معركة بين الأرواح , رو ح المريض و الجني المعتدي و هذا يحتاج لبعض الخبرة ويقين المريض بأنه يصيب الجني و يؤذيه و ذلك في أي وقت يريد المريض أن يؤذي فيه الجني , و لكن عند سماع الرقية و إغماض العينين و تحسس وجود الجني و الدعاء عليه بالقلب و ملاحقته عن طريق الروح يكون اشد ,و يتعلم المريض بهذه الممارسة كيف يصيب الجني.
و قد قال الله تعالي في قصة موسي عليه السلام قول قوم فرعون (قد افلح اليوم من استعلي) طه64
و طمأن موسي عليه السلام فقال في سورة طه 68 (قلنا لا تخف إنك انت الأعلى )
فالإستعلاء الروحي اشد من الإستعلاء الجسدي لهذا قال بن القيم رحمه الله و أمدنا الله بعالم مثله يجدد لنا ديننا قول معناه:
ان الرقية هي معركة بين روح الراقي الطيبة و روح الجني الخبيثة
لهذا دائما اقول ان الجني أسير عندك فاشدد عليه و لا تستعجل خروجه فهذا بيد الله وحده , أما إيذاءه و تعذيبه فهو أسيرك وقتما تحب تستطيع ذلك , فهو لا يتردد في الكيد لك فلاحقه في كل حين , لهذا أكره أن يختار المريض لنفسه إسما مستعار يرمز للضعف و الهزيمة مثل ما نري كثير (المغلوب علي أمره , الغلبان , الضائعة....و غيره ) فأول ما تفعله هو تبديل هذا الإسم لتكون انت الأعلي
(ولا تهنوا ولا تحزنوا و انتم الأعلون إن كنتم مؤمنين,إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين)
آل عمران,139.140.