يقول ابن القيم الجوزي في كتابه الطب النبوي: الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر ، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة ، وهيجان أخلاطها ، وتشويش مزاجها فإذا ظهر أثره في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جدا .
الإسهال : يمكن أن يستخدم السنا أو زيت الخروع أو الملح الإنجليزي لهذه الغاية وحبذا لو قرئ عليها أو أخذت مع ماء قرئ عليه الرقية الشرعية ، وكلها نافعة بإذن الله تعالى ومجربة في استخراج السحر ، خصوصا عندما يتحرك السحر في البطن ، الســنا
عن عُتْبَة بْن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهَا بِمَ تَسْتَمْشِينَ قَالَتْ بِالشُّبْرُمِ قَالَ حَارٌّ جَارٌّ قَالَتْ ثُمَّ اسْتَمْشَيْتُ بِالسَّنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَوْ أَنَّ شَيْئًا كَانَ فِيهِ شِفَاءٌ مِنَ الْمَوْتِ لَكَانَ فِي السَّنَا . روه الترمذي وابن ماجة وأحمد. وفي رواية : "عليكم بالسنا و السنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام و هو الموت " (حديث حسن) انظر حديث رقم: 4067 في صحيح الجامع.
والسنا عشبة معروفة عند الأطباء والعطارين وتستخدم كعلاج ملين ، وقال عنه أهل المعرفة بأنه مأمون الغائلة يقوي القلب، وينفع من الوسواس السوداوي والصداع العتيق والبثور والحكة والصرْع ويسهل بلا عنف .
وطريقة استخدام السنا: تكون بوضع مقدار من السنا حوالي "20 غم" في لتر من الماء ويفضل أن يضاف إليه قليل من الزنجبيل والتمر الهندي والحبة السوداء وزهرة البنفسج ، ثم يوضع على نار هادئة حتى يغلي ، وبمجرد أن يغلي أنزله من النار ، واتركه حتى يبرد ومن ثم يصفى من الورق والتفل ( الرغوة) ، ويشرب منه المريض في أول مرة كأساً واحداً ، وبعد أسبوع كأسين ، وعندما يعتاد عليه يشرب منه الكمية التي تتناسب مع عمره وجسمه على الريق يضاف إلى كل كأس ملعقة من العسل " إن وجد " ، وبعد بضع ساعات يبدأ مفعول السنا في استفراغ جميع ما في البطن من فضلات ، وبإذن الله تعالى تخرج مادة السحر أو بعضها إذا كان السحر مأكولا أو مشروبا ومستقراً في المعدة أو الأمعاء ، وحبذا لو تكرر هذه الطريقة في كل أسبوع مرة لمدة شهر وفي كل أسبوعين مرة في الشهر الثاني وفي كل ثلاثة أسابع مرة في الشهر الثالث .
نصائح في المسهل
هذه بعض النصائح التي يذكر أهل العلم
· من الخطأ أن يشرب المسهل وفي الأمعاء ثقل يابس " إمساك شديد متحجر " بل يجب أن يخرجه ولو بحقنة .
· ويجب أن يتجنب المشروبات الباردة ، ويتجرع وقتاً بعد وقت من الماء الحار بقدر ما يسهّل الدواء ويخرجه .
· ويجب على شارب الدواء أن لا يأكل ولا يشرب حتى يفرغ الدواء من عمله.
· وأن لا ينام على إسهاله أيضاً .
· ويجب أن يكثر من العصائر الطازجة مثل البرتقال والتفاح .
· عدم المبالغة في استخدام المسهلات ، بل للحاجة وعند الضرورة يمكن استخدام الدواء في كل أسبوع مرة واحدة وذلك في حالات السحر المأكول والمشروب .
ومما قاله ابن سيناء والرازي في القيء ( بتصرف ) :
أفضل القيء على الريق ويجب أن يستعمل في الشهر مرة أو مرتين.ومما يساعد على القيء وضع الإصبع في مؤخرة الفم ، أو استخدام ريشة مبلولة بزيت ، فإن لم يتقيأ سقي ماء حاراً وزيتاً أو يسقي العسل والماء الفاتر ، ومما يعين على ذلك تسخين المعدة والأطـراف فإن ذلك يحدث الغثيان وإذا أشتد فعل الدواء المقيء وأخذ في العمل بسرعة فيجب أن يسكن المتقيء ( المريض ) ويستنشق الروائح الطيبة ويغمز أطرافه ويسقى شيئاً من الخل ويتناول بعده التفاح ، واعلم أن الحركة تجعل القيء أكثر والسكون يجعله أقل.
ويمكن أن تعرف القيء النافع من غير النافع بما يتبعه من الشهوة الجيدة والنبض والتنفس الجيدين وكذلك حال سائر القوى ويكون ابتداؤه غثياناً ، وإن كان الدواء قوياً فإنه يؤذي ويكون ومعه لذع شديد في المعدة وحرقة ثم يبتدئ بسيلان لعاب ثم يتبعه قيء بلغم كثير دفعات ، ثم يتبعه قيئ شيء سيال صاف ويكون اللذع والوجع ثابتاً من غير أن يتعدى إلى أعراض أخرى غير الغثيان وكربه وربما استطلق البطن ثم يأخذ في الساعة الرابعة يسكن ويميل إلى الراحة.
فإذا فرغ المتقيء من قيئه ، غسل فمه ووجهه بعد القيء بخل ممزوج بماءليذهب الثقل الذي ربما يعرض للرأس ويلزم الراحة ، وأما التمدد والوجع اللذاني عرضان تحت الشراسيف ( أسفل صدره ) فينفع منهما التكميد بالماء الحار والادهان إن كان القيء شديداً.
,وينبغي ألا يأكل بعد القيء ولا يشرب لمدة ساعتين أو نحوها ، ويتدرج بعدها بالأكل يبتدئ بالسوائل الفاتره ، ويمتنع عن أكل كل غليظ عسر الهضم ، وليختار من الطعام ما هو جيّد الجوهر سريع الهضم ، وأما اللذع الشديد الباقي في المعدة فيدفعه شرب المرقة الدسمة السريعة الهضم مثل مرق الدجاج .
محاذير القيء: ينبغي أن لا تتقيأ المرأة الحامل والطفل ولا الشيخ الكبير.
في بعض الحالات يصل العلاج بالأعشاب إلى ما لا تصل إليه الرقية خصوصا في حالات السحر المأكول والمشروب والمشموم ، وأفضلها إدمان شرب زيت الزيتون وأكل الحبة السوداء والعسل ، ولو أنا جمعنا بين الرقية والأدوية لكان أفضل،
وكل شيء مباح غير ضار يؤكل أو يشرب أو يغتسل به أو يدهن به يقرأ عليه الرقية يكون فيه شفاء بإذن الله تعالى ببركة القرآن وكلها تندرج تحت الأسباب التي تساعد في إستفراغ مادة السحر والله أعلم .
هذا والله وأعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .