السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلة وصحبة وسلم
................
^^ نبذة ^^
ينبنى هذا العلم على دراسة طبائع الحروف و أسرارها وما يقابلها من أعداد،
ولكل حرف تبعا لهذا العلم وزن ورقم يقابله، ويؤمن المشتغلون بهذا العلم
بقوته وتأثيره ويقولون إن بالإمكان استخدامه تبعا لما يسمونه بالوفق
أي التوفيق بين الحروف والأرقام وبين الكلمات وأوزانها.
ويسمى هذا العلم باسم علم الحرف، ويقول المشتغلون به إنه علم واسع
له تطبيقات كثيرة استفاد منها الإنسان على مر الزمان وهو علم منتشر في كل أنحاء العالم،
وهو أيضا في عرف هؤلاء علم باطني لا يسهل الاشتغال به
إلا لمن منح الحكمة والقبول من الله عز وجل.
^^ علم الحرف كما يراه المشتغلون به ^^
ويقول المشتغلون به إن هذا العلم من أشرف العلوم التي اشتغل بها الإنسان
و الذي أكرمه الله سبحانه و تعالى بمعرفته، وأن من اشتغل به هو نبي الله إدريس عليه السلام
حيث أن هذه المعرفة وهبت للنبي إدريس ومن هنا جاء الفعل (درس, يدرس, دراسة) أي التعلم و الكتابة.
ووضع النبي إدريس عليه السلام كما يقول أصحاب هذا العلم والمؤمنون به أسسا
وقواعد لعلم الحرف توارثها الحكماء على مر الأجيال.
يستند هذا العلم على إعطاء قيمة عددية معينة لكل حرف من حروف الأبجدية
وهي قيمة تمثل قوة الحرف أو روحه، و يمكن أن يكون للحروف قيم أخرى
و لكنها كلها تعتمد على الترقيم الأول لأستنباطها و العمل بها،
وعند دمج هذه الحروف لصنع الكلمة تكون قوة هذه الكلمة مساوية
لمجموع قوة الحروف التي تشكلها، ويكون لهذه الكلمة تأثير على الأشياء بصورة كبيرة
وعند تجميع الكلمات يصبح تأثيرها أقوى وأشد، ويؤمن أصحاب هذا الرأي
أن التأثير يكون أقوى كثيرا عند قول هذه الكلمات بصوت مسموع وليس بكتابتها فقط.
وأشرف وأقوى هذه الكلمات هي التي قالها الخالق سبحانه و تعالى
و التي أنزلها على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، اي كلمات القرآن الكريم.
وتبعا لهؤلا فإن الله سبحانه وتعالى بين قوة وتأثير هذا العلم عندما أخبرنا
أن أول ما خلق من خلقه القلم واللوح المحفوظ.
وينسب بعض المشتغلين بهذا العلم للإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قوله
"لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من باء بسم الله الرحمن الرحيم"
أي لكتبت كتبا عن حرف الباء في البسملة وأسراره تكفي لتحميل سبعين بعيرا، وأقوال أخرى بعضها غريب.
^^ نماذج من تطبيقات العلم^^
من قواعد علم الحرف طريقة المقاليب أي قلب القيمة العددية للكلمة وهذه العملية يستخرج منها سر باطن الكلمة.
فعلى سبيل المثال ينسب بعض المشتغلين بعلم الحرف للإمام علي أنه وضع كتابا أسماه كتاب الجفر الجامع ذكر فيه بعض الأسرار القرآنية والعلوم الربانية التي استخرجها من القرآن الكريم ويقولون إن الكتاب فقد وضاع، ويستنبط أحدهم سبب تسمية الجفر على النحو التالي:
قيم الحروف لكلمة القرآن هي:
ا + ل + ق + ر + ا + ن
= 1 + 30 + 100 + 200 + 1 + 50 = 382
عند تطبيق قاعدة المقاليب تصبح القيمة 283 و وهي توازي قيمة
كلمة جفر على النحو التالي 3 = ج , 80 = ف , 200 = ر
لذا فهو تبعا لقناعتهم فإن الإمام علي سمى كتابه بهذا الاسم
ليقول إن ما فيه هو علوم وأسرار باطن القرآن الكريم.