الرد على من أنكر تلبس الجن بالإنس

Admin المساهمات : 2780 تاريخ التسجيل : 13/09/2016

الرد على من أنكر تلبس الجن بالإنس
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد....

إثبات وجود الصرع وتلبس الجن بالإنس من الكتاب والسنة :

الصرع والتلبس ثابت بالكتاب والسنة والإجماع وكلام أهل العلم والعقل .
أولاً من الكتاب :

قال تعالى ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ). [البقرة : 275 ]
قال ابن كثير: ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القايمة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً ). تفسير القرآن العظيم، ابن كثير 1/326 . قال القرطبي: ( في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنه من فعل الطباع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس ) .أحكام القرآن، للقرطبي 3/355 .
قال تعالى: ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ). [ الأعراف، 201 ]. قال ابن كثير في تفسيرها: ( ومنهم من فسر بمس الشيطان في الصرع ونحوه: ثم ذكر حادثة المرأة التي كانت تصرع على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم ).تفسير القرآن العظيم، ابن كثير 2/279.

ثانياً من السنة :
أخرجا في الصحيحين من حديث عطاء بن ابي رباح قال: قال ابن عباس : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالت: غني أصرع، وأني أتكشف فادع الله لي، فقال : إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله لك يعافيك، فقالت: أصبر، فقالت إني أتكشف، فادع أن لا أتكشف فدعا الله لها ). رواه البخاري ومسلم . وأخرج البزار وابن حبان من حديث أبي هريرة شبيهاً بقصتها ولفظه ( جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله، فقال إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولا حساب عليك، قالت بل أصبر ولا حساب علي ). فتح الباري، ابن حجر 10/115. وعن صفية بنت حيي- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) متفق عليه . وأخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال : ( ما من مولود يولد إلا يمسه شيطان فيستهل صارخاً الإ مريم وابنها لقول أمها إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ). انظر صحيح مسلم .
وأخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده فإن الشيطان يدخل ).انظر صحيح مسلم .

ثالثاً من كلام السلف في إثبات الصرع :
قال ان القيم : ( وشاهدت شيخنا، يعني شيخه ابن تميمة يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول: قال لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع فلا يحس بألم وقد شاهدنا نحن وغيرنا من ذلك مراراً ). الطب النبوي، ابن القيم ص 193 . وقال ابن القيم: ( وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع فقالت الروح: نعم ومد بها صوته قال: فأخذت له عصا وضربته في عروق عنقه حتى كلت يداي من الضرب ولم يشك الحاضرون بأنه يموت لذلك الضرب ففي أثناء الضرب قالت: انا أحبه، فقلت لها: هو لا يحبك، قالت: أنا أريد أن أحج به، فقلت لها هو لا يريد أن يحج معك، فقالت: أنا أدعه كرامة لك، قال: قلت لا، ولكن طاعة لله ولرسوله، قالت: فأنا أخرج منه، قال فقعد المصروع يتلفت يميناً وشمالاً، وقال: ما جاء بي من حضرة الشيخ؟ قالوا له: وهذا الضرب كله؟ فقال: وعلى أي شيء يضربني الشيخ ولم أذنب ولم يشعر بأنه وقع به الضرب البتة ).الطب النبوي، ابن القيم ص 194 . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وجود الجن ثابت بالقرآن والسنة، واتفاق سلف، الأمة، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة، وهو مشهور محسوس لمن تدبره، يدخل في المصروع ويتكلم بكلام لا يعرفه بل ولا يدري به، بل يضرب ضرباً لو ضربه جمل لمات، ولا يحس به المصروع، وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه ) . مجموع الفتاوى، ابن تيمية 24/276 .

هذا والله وأعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .