الحكيم الروحاني الكبير Admin
المساهمات : 2780 تاريخ التسجيل : 13/09/2016
| موضوع: الاطفال والابراج الجمعة سبتمبر 16, 2016 4:45 pm | |
| طفل برج الحمل يكون نشيط الحركة و تظهر عليه منذ أسابيعه الأولى بوادر قوة الشخصية , و يسعى منذ البداية لكسب الاهتمام و لفت الأنظار . فإذا ما دخل أحد غرفته دون أن يوجه إليه نظرة أو كلمة راح يحتج بالصراخ أو بمختلف الحركات . هذا الطفل معرض أكثر من غيره لبعض الحوادث الطارئة كالجروح و الحروق و الكدمات . و سبب ذلك فضوله الشديد الذي يحثه على اكتشاف المجهول . و هو يبكر في المشي و النطق و في إظهار استقلاله و فرديته و لكنه يمتاز أيضا بدفئ العاطفة و بصراحة التعبير عنها . فكثيرا ما يندفع نحو من يحب و يأخذ في ضمه و تقبيله بعنف و حماسة . و إذا لم يلق أي تجاوب انطوى على نفسه و أصبح إنسانا بارد المظهر و القلب . يكتسب طفل برج الحمل مع مرور الوقت مزاجا انفعاليا يعبر عن نفسه بالانفجار بين الحين و الآخر و إن كانت هذه الزوابع قصيرة الأمد . هو كريم الطبع يشارك الآخرين ألعابه و ممتلكاته . يميل إلى الكسل بعض الشيء دون أدنى شعور بالخجل أو الارتباك . لا ينفع معه أسلوب الضغط أو التوبيخ . علاجه الأفضل التشجيع و بعث التحدي في نفسه . خياله واسع و أحلامه متعددة . عاطفته في اشتعال دائم . تنطوي نفسه على المثالية و السذاجة و الصلابة معا . يجيد دور القائد بين زملائه . يرفض الانصياع و يبتكر الأفكار و الألعاب . يجب أن يينمى فيه حب الطاعة منذ الصغر و الا واجهته في الكبر مصاعب شتى و دروس في منتهى القسوة . قلبه الرقيق في تساؤل مستمر عن مدى حب الآخرين له . وهو إلى جانب ذلك سخي , ينفق بكثرة و لا يتردد في منح صديقه آخر ما يملك . إذا تلقى الهدايا أسرع إلى لمسها وفحصها رافضا تركها إلى وقت آخر . أكثر ما يعذب هذا الطفل و يقلق راحته برود الآخرين و سلبيتهم . لكن ألمه وقتي , فهو ذو طبيعة صلبة كالألماس . يحب التخيل و المطالعة بقدر ما يهوى الاستطلاع و العمل الحقيقي . يحتاج إلى من يلقنه المسؤولية , و متى وجد المعلم الجيد تم الاقتباس بسرعة و سهولة عجيبتين . ينقاد إلى لغة المنطق و أسلوب المعاملة الشريفة . يتطلب الإطراء في البيت و المدرسة و يستوعب الطرق الإيجابية . تؤذيه البطالة و ينعشه العمل الدؤوب . يعشق سير الأبطال الحقيقيين , و قصص الخيال و السحر أيضا . يحتاج إلى ساعات نوم كافية ليسترد نشاطه و حيويته . إذا أحسنت تربية هذا الطفل شب إنسانا عظيما يسعى لتحقيق أصعب الأحلام و أكثرها ندرة . الطفل الثور إن الهدوء و العناد المعروفين عن برج الثور يأتيان مع الولادة . يكسب طفل برج الثور منذ الساعات الأولى إعجاب المحيطين به بسبب تلك السكينة التي تلازمه . ثم يحدث شيء ما يجعله ينفجر في الصراخ و البكاء بصورة أقرب إلى دوي المدفع أو هدير الشلال . من الأسباب التي تثير غضبه منذ البداية إجباره على الأكل أو اللبس أو غيره . إذا حاولت أمه أن تفتح فمه بطرف الملعقة أو شدت ذراعه لتدخلها في كم سترته رد عليها بالرفض شادا جسده الصغير مقلصا عضلاته بكل ما أوتي من قوة . وإذا أصرت احتقن وجهه و أصبح قرمزيا و صدرت عن حنجرته القوية أصوات هائلة تهتز لها جدران البيت . فيما عدا ذلك وجوده متعة للعائلة . فهو الحب و الحنان كله . يهوى الضم و التقبيل , ولا يتردد في إظهار عاطفته لأهله و للأصدقاء على حد سواء . طفلة برج الثور تجيد بنوع خاص التعبير عن حبها سواء بالنظرات أو الابتسامات أو المداعبة . هذه الوسيلة المحببة تضمن لها جميع ما تصبو إليه , و تجعلها طفلة أبيها المدللة التي لا يرد لها طلب . أطفال برج الثور أصحاء جسديا و نفسيا . من طبعهم الاستقرار و هدوء العاطفة و البعد عن الرياء و التمثيل و الكدر و الانحطاط . إنهم غالبا هادئون . أحيانا سلبيون عنيدون , نضجهم مبكر و مواقفهم الاجتماعية تتسم بالهدوء و التهذيب . من الصعب أن يعكر صفوهم شيء . يرفضون التدخل فيما لا يعنيهم و يصرون على أن يتركوا لشأنهم . إذا جوبهوا بالضغط و الإكراه ردوا بعنف و قسوة , و إذا عوملوا بلطف رجعوا عن عنادهم و خضعوا للأوامر . أقوياء أمام العنف و ضعفاء أمام الحب و اللين . ينقاد طفل برج الثور إلى المنطق في سن مبكرة . فإذا لم يقتنع بأمر ما رفضه بحزم و إصرار . إذا رغب أهله في تقويمه و توجيهه دون أدنى صعوبة عليهم أن يتبعوا معه الأساليب الإيجابية و أن يبرروا طرقهم التربوية بصورة منطقية مقبولة , و عليهم أن يتحلوا بالصدق و إلا أساءوا إليه إساءة بليغة تظهر نتائجها فيما بعد . تقوم الألوان و الأصوات بدورها الفعال في تكوين شخصية هذا الطفل منذ مراحله الأولى . فإذا غلب اللون الأحمر أو البرتقالي أو أحد فروعهما على أثاث غرفته أظهر القلق و الحنق دون أن يدرك أهله السبب . و إذا أحيط باللون الأزرق أو الأخضر أو ألوان أخرى يسودها الانسجام لا التنافر هدأت حاله و سكنت نفسه . و للأصوات أيضا تأثير مماثل فيه , فهو ينفر من الأصوات المزعجة و الضجيج و يرتاح إلى الموسيقى الهادئة و الغناء العذب و جميع الأصوات التي تقوم على التوافق . ثم أن طفل برج الثور في المدرسة يسعد معلميه و يرضيهم . إنه نظامي و مجتهد , يتفوق على غيره في قدرة التركيز . و مع أن استيعابه بطيء نوعا ما إلا أن ذاكرته القوية تجعله يستعيد أدق التفاصيل بعد فترة غير قصيرة . مواظبته و عدم ميله إلى الإهمال يجعلانه يجتاز الامتحانات دون صعوبة تذكر . يجد نفسه على رأس النشاطات و الألعاب المختلفة و ذلك بفضل رجاحة عقله و هدوء طبعه و قدرته على القيام بدور الحكم على أفضل وجه . من ألعابه المفضلة في الصغر السيارات " و التراكتورات " و كل ما له علاقة بالأرض و الزرع و الأشياء المماثلة التي من شأنها أن تجعله يبدو قذرا مهملا بعض الشيء . في تلك الحقبة أيضا يظهر حبه للطعام جليا واضحا فلا يتردد مثلا في التهام الأطباق المعدة لغيره . لكنه فيما عدا ذلك طيب القلب كريم اليد لا ينسى واجباته في المناسبات و الأعياد فيقدم لأفراد العائلة ولا سيما لأمه الهدايا الثمينة التي تعبر عن تقديره و حبه . طفل برج الثور باختصار عطوف محب هادئ الطبع إذا عومل بالحسنى . حاجته إلى مودة الآخرين و محبتهم كبيرة , تقوم راحته الجسدية و النفسية على الأشياء الجميلة في الحياة كالموسيقى و الغناء و الألوان التي يراعى فيها الانسجام و التوافق . الطفل الجوزاء قبل أن ترزق العائلة طفلا ذكرا ينتمي إلى برج الجوزاء , أو أنثى , على أفرادها أن يطلبوا لأنفسهم أولا العافية و النشاط و طول البال . إذ يجب ألا ننسى أن طفل الجوزاء مسير من الكوكب عطارد ( مركوري ) , و أن قدماء الإغريق كانوا يصورون آلهتهم ميركوري حاملا جناحين في قدميه و واضعا خوذة فضية على رأسه . هذه الصورة الرمزية تنطبق إلى حد ما على أطفال برج الجوزاء من الجنسين , و إذا شذ أحدهم عن ذلك فبسبب تأثيرات فلكية أخرى لا علاقة لبرج الجوزاء بها .طفل برج الجوزاء عنوان الحركة الدائمة و الفضول المستمر , و لهذا تحتاج أمه إلى ضعف الصبر الذي تحتاج إليه أي أم مسؤولة عن تربية الطفل . و علاوة على الصبر تحتاج أم طفل برج الجوزاء إلى العافية البدنية كي تستطيع اللحاق به من مكان إلى آخر , فهو سريع التنقل إلى درجة تجعله يبدو في مكانين في آن واحد . لقد حاول البشر معالجة هذا النوع من الأطفال فاخترعوا من أجلهم وسائل مختلفة كالأحزمة و الأقفاص و غيرها . و لكن من الصعب تخيل طفل برج الجوزاء , ملجما أو مسجونا . إنه عدو الجمود و السكون و الأماكن الضيقة بلا منازع , يهوى الحركة و اللعب و الناس و الأماكن الفسيحة و الدمى الكثيرة , و ينجح في إحاطة نفسه بجو مشحون بالضجيج و الحيوية و إثبات الوجود . إن تغيير هذه الصفات التي تعد أساس طبيعته أمر مستحيل على الرغم من كل ما قد يبذل من جهود . و مع ذلك يبقى من واجب الأهل تعويد طفلهم بجميع الوسائل و الطرق الاسترخاء و الهدوء و التمهل قدر الإمكان و ذلك منذ أول مراحل الطفولة .إلى جانب ذلك يتمتع طفل برج الجوزاء بالنضج المبكر و حب الاستطلاع و ردود الفعل السريعة . و هو ولا ريب أسرع الأطفال تعلما للقراءة و أمهرهم في الحفظ و أجودهم في الإلقاء . يداه الحساستان المعبرتان تصلحان بصورة خاصة لبعض الأعمال كالجراحة و طب الأسنان و صناعة الساعات . لديه استعداد خاص لتعلم اللغات الأجنبية , ولا يصعب عليه إتقانها في الصغر إذا منح الفرصة . يظهر الميل أيضا إلى الأعمال الميكانيكية و يجد متعة كبيرة في ممارسة هذه الهواية بصورة عملية .طفل برج الجوزاء محب للتقليد و التحريف , يقلد الأشخاص الذين حوله بروح السخرية و يحرف الحقائق ملونا إياها بشيء من خياله الواسع . يتهمه البعض بالكذب و يصر على معاقبته , لكن كذبه ليس أكثر من تحوير أو تلوين كما قلنا , منشأه أحلامه و تخيلاته الكثيرة , و كثيرا ما يقع هو فريستها فيصدق تماما ما يقول . إن صده أو عقابه لا يجدي , ومن الخير أن تتبع معه الأساليب التربوية الإيجابية فيشجع مثلا على الرد الصحيح دون زيادة أو نقصان .بقي أن نقول أن طفل برج الجوزاء قليل الصبر قليل الانتباه , يتلهى عن الدرس بأي شيء تقع عليه حواسه , لكنه يتعلم بسرعة لا تجارى إذا استجمع أفكاره و ركزها , و مع ذلك يظل قليل التعمق سطحي المعرفة نتيجة قلة صبره و عدم استقراره . و لأنثى برج الجوزاء بين زميلاتها و أترابها شعبية خاصة , و معروف عنها سرعة الانتقال من البكاء إلى الضحك و بالعكس .إن طفل برج الجوزاء باختصار - و خصوصا بالنسبة إلى والدته - غذاء روحي عظيم و إن كان غذاء مرهقا لأعصابها في بعض الأحيان . و يبدو أم وجود مثل هذا الطفل في عائلة ما يكسب جميع أفرادها الشعور بالشباب و الحيوية الدائمين . الطفل السرطان يبدو طفل برج السرطان منذ أسابيعه الأولى متقلب المزاج ينتقل من حالة لأخرى بالسرعة التي ينتقل بها من اليقظة إلى النوم ومن الجوع إلى الشبع . محور عالمه الصغير الطعام و الشراب و مختلف الصور الملونة التي تمر أمام عينيه فتتلقفها ذاكرته الحادة – حتى في تلك المرحلة المبكرة بغية الاحتفاظ بها إلى حين الحاجة . و ليست تلك الصور الحسية وحدها ما يحويه ذهنه , فهو يستوعب الكثير من المشاعر و الأحاسيس ثم يخرجها بعد فترة كاملة غير محورة كأنها الصور التي تخرج من قلب " كاميرا " دقيقة الصنع . في صحبة هذا الطفل متعة حقيقية لما يرتسم على قسماته من تعابير متلاحقة تتأرجح بين الضحك و البكاء . من المؤكد أن حاجاته العاطفية أكثر منها عند الأطفال الذين في مثل سنه . و لأن الشعور بالغربة و العزلة يلازمه دوما , فنجده في حنين مستمر إلى عطف الآخرين و اهتمامهم به . غير خجله الفطري يحول دون البوح بما يعتمل في نفسه , و لذلك يبقى من واجب ذويه أن يدركوا تلك الحاجات , و أن يعملوا لقضائها بالوسائل الملائمة . ثم إن هذا الطفل سريع الضحك و البكاء . إذا أطلق العنان لدموعه اندفعت كالسيل . تلك هي وسيلته لكسب العطف و الاهتمام . عندما ينجح في هذا المسعى ينقلب إلى مخلوق مرح بالغ السعادة , و عندما يفشل يصبح انطوائيا متجهم الوجه . مخاوفه الكثيرة معظمها وهمي من وحي خياله . إنه يخشى العتمة و النار و السيارات و الضجيج و غيره . على أهله أن يعالجوا فيه تلك الحالة السلبية , وأن يشاركوه فرحه و شقاءه و إلا فقد ثقته بهم و بنفسه و أصبح في المستقبل إنسانا عدائيا منزويا عن البشر . و بهذه المناسبة نقول أن هطول المطر يثير في هذا الطفل ردود فعل متباينة تختلف باختلاف ظروفه و حالاته النفسية , فأما أن يشعر نحوه بالخوف و القلق أو ينفعل منه بصورة إيجابية يعبر عنها بالرسم أو الشعر أو الموسيقى . يبدو طفل برج السرطان إما نحيلا جدا أو سمينا جدا , و يتوقف ذلك على حالته النفسية و على مدى إقباله على الطعام الذي يعتبر إحدى نقاط ضعفه . في الدراسة يظهر ميلا خاصا إلى مادة التاريخ فيحفظ بسهولة عجيبة الأسماء و الحوادث و التواريخ . مواهبه الكثيرة تتجه نحو التصوير الفوتوغرافي و المسرح و الفنون بصورة عامة . يبدو منذ طفولته الأولى محبا للمال و الاقتصاد ولا يستبعد أن يكسب قروشه الأولى و هو طفل لم يتجاوز بضع سنوات من العمر و ذلك مقابل عمل يؤديه لأهله أو للجيران . خياله الخصب يصور له أحيانا أنه طفل غير محبوب أو غير مرغوب فيه مما يقوده إلى أوضاع نفسية صعبة . إن إقناعه بعكس ذلك واجب محتم على والدته في الدرجة الأولى و خصوصا لأن تعلقه بها و اتكاله عليها في جميع المناسبات لا يتركان لغيرها مجال الاحتكاك به . على كل حال لا يسع أم هذا الطفل سوى التساؤل عن أفضل طريقة تربيه بها و إن كان ينفع معه اللين أم الحزم . بالإضافة إلى ارتباطه بوالدته يظهر هذا الطفل تعلقا بأخوته و أخواته يدوم حتى سن المراهقة . في تلك الفترة قد ينقلب إلى شاب ثائر معارض دون أن يكون هناك سبب مباشر لهذا التحول . أما قبل ذلك فهو طفل سهل القيادة على الرغم من تقلبات مزاجه و كثرة أوهامه . من الأمور التي تلفت إليه الانتباه منذ الصغر حرصه على نقوده و أشياءه الخاصة و لعبه ذلك الحرص الذي يقوم على غريزة الأمومة و قدرته على اختلاق صديق أو أكثر وهمي يقضي معه أوقاته . و يتميز منذ الصغر أيضا بيد خضراء تحول التراب إلى رياض غناء . إنها إحدى الظواهر التي تستحق من أهله التشجيع . هذا الطفل الضاحك الباكي يقدس بيته ولا يستطيع الافتراق عنه . فمهما غاب أو بعد نراه يعود مسرعا إلى حيث تنتظره اللقمة الطيبة و ذراعا أمه الحنون . الطفل الأسد عندما ينال طفل برج الأسد ما يبتغي يصبح بحق ابن الشمس و المرح و السرور . و عندما تسد في وجهه السبل ينزوي بصمت و غضب أو يحتج بالزئير العالي . ليس من الصعب التكهن برغباته لأن كل ما فيه يشير إلى سعيه لهدف واحد هو تبوأ مكان الصدارة و شغل دور الزعيم المطلق . هل هذا دليل على الغرور و العظمة ؟ نعم , بكل تأكيد ! لكنها طبيعة متأصلة فيه و خارجة عن إرادته . و لهذا السبب لا يستحق من ذويه القسوة أو السخرية . إن أكثر ما يؤذي طفل برج الأسد سوء المعاملة و خصوصا أمام الغرباء . يصاب عندئذ بجرح بليغ لا يلتئم بسهولة . حبذا لو يمتنع أهله عن ردعه و توبيخه و يستعيضوا منهما بالتوجيه القائم على المحبة و التفهم . يخلق مع هذا الطفل دافع طبيعي يدفعه نحو القمة و يرافقه لحسن الحظ شعوره بالحق و العدالة و عدم اللؤم أو الخبث . فمن كان على هذه الشاكلة يستحق أن تنمى فيه روح الزعامة شرط ألا ينساق مع الأنانية و حب الذات , وأن يمنح الآخرين فرصة الوصول أيضا . على كل حال و سواء أنميت تلك الظاهرة أم لم تنم يشغل الطفل من برج الاسد دور الملك منذ ولادته . تراه يتحكم في والديه و أشقائه و شقيقاته و الأقارب و الأصدقاء كما لو كان فعلا صاحب عرش و صولجان . فهو تارة يمتهن التمثيل بقصد لفت الانتباه , و طورا يكسل و يترفع تاركا لسواه مجال خدمته و رعايته . و هنا يصبح التدخل واجبا قبل أن تتأصل فيه تلك العادة فينقلب فيما بعد إلى إنسان جبار متسلط . يجب أن يعود منذ تلك المرحلة احترام شعور الآخرين و حقوقهم و ذلك من خلال منهج تربوي صارم و قائم على المحبة في آن واحد . هنا نوعان من الطفولة عند مواليد برج الأسد : النوع الأول مرح منفتح كريم , و النوع الثاني هادئ خجول لا بطبعه بل نتيجة حتمية لسوء تصرف الأهل و عدم تفهمهم . و هذا النوع الأخير يحتاج إلى رعاية خاصة تحول دون انقلاب الطفل إلى إنسان بالغ مكبوت الشعور سلبي التفكير . يحب طفل برج الأسد الألعاب التي يعتمد فيها على عنصر الحظ كما يحب لعبة العساكر المعروفة و يحتفظ منها بمجموعات مختلفة من الجنود . أما الفتاة فتهوى الملابس الجميلة , و تتصرف بلياقة و تهذيب , و تنشد المسؤولية و تأبى القيام بالأعمال المنزلية الوضيعة كتنظيف الحمام مثلا . يبدو الطفل – الأسد في المدرسة أكثر جرأة و حيوية و اندفاعا من سواه . وهو كريم , يمد رفاقه بالمال و ينفق على نفسه الكثير . ذكي دون ريب و لكنه معرض للكسل و الإهمال بين الفترة و الأخرى . إذا تسلح أستاذه بالصبر جعل منه تلميذا من أنجح التلامذة . هو على كل حال محبوب من معلميه بسبب طيبة قلبه و دفئ ابتسامته . ثم إنه يمارس من حين إلى آخر دور المعلم , فيشرح لزملائه الدروس و يفرض عليهم النظام . يضاف إلى هذا أنه يحب الحفلات و الاختلاط و إطاعة الأوامر المشوبة بالرفق و اللين , لكنه يرفض الرضوخ للشدة و يقابلها بالتمرد في بعض الأحيان . أخيرا يتظاهر هذا الطفل بالشجاعة لكنه يخشى أمورا كثيرة يرفض التصريح بها . و الحقيقة أنه أحوج الأطفال إلى حنان الأم و حدبها , و خصوصا في المساء عندما يحين موعد نومه . الطفل العذراء على الرغم عن ذكائه و تيقظه يبدو الطفل المولود في برج العذراء أكثر جدا و أهدأ مظهرا من جميع الأطفال . لولا عناده في الأكل خاصة لاعتبر من أهنأ الأطفال و أقربهم إلى قلوب الأمهات . صعوبته ناجمة عن ذوقه الخاص في الطعام . فهو منذ بداية عمره يفضل أصنافا على أخرى , و يرفض بإصرار تعويده غيرها . هذا العناد لا يمنعه من أن يكون خجولا و مهذبا و دمثا إلى أقصى حد . وهو بالإجمال مطيع لأهله و معلميه , لا يضطرهم إلى توبيخه أو حتى إلى تكرار الأوامر . هذا الطفل أيضاً سريع النطق , يتعلم الكلام في وقت مبكر ثم سرعان ما يصبح سلس الحديث جاد العبارات باستثناء حالات الخجل و الارتباك أمام الغرباء . وهو ماهر في التقليد , كثيرا ما يحاكي أفراد عائلته و ينتقدهم بأسلوب فذ مضحك . و مع ذلك يميل إلى الأدوار الجادة و إلى تحمل المسؤوليات أكثر من غيره . في المدرسة يعتبر التلميذ المفضل لدى معلميه بسبب مثابرته و طاعته و تهذيبه الجم , لكن ما يزعجهم منه ارتباكه الشديد إذا اضطر إلى إلقاء قصيدة أو خطاب أمام زملائه و رفضه القاطع للنقد . أما ما عدا ذلك فهو خلوق , يسدي الخدمات دون مقابل , ولا يتردد في معاونة معلميه في تصحيح الفروض أو جمع العلامات , و ينجح في هذا الدور لما يتحلى به من الاستقامة و الموضوعية و الدقة مما يتيح له تصحيح الأخطاء التي يرتكبها الأستاذ نفسه في بعض الأحيان . و الطريف أنه لا يتورع عن ذلك و هو المعروف بكراهيته الشديدة لأي نقد له يصدر عن الآخرين . يحتاج هذا الطفل إلى الأدلة الحسية التي تبرهن عن حب أهله له و تعلقهم به و إن كان يرفض المجاهرة بتلك الحاجة . إنه على كل حال من بين القلائل الذين لا خوف عليهم من الميوعة أو الفساد مهما بالغ الأهل في تدليلهم . صعوبته الوحيدة مصدرها تمسكه بعاداته و رفضه لكل تغيير , و فيما عدا ذلك يعتبر وجوده نعمة لأبويه و خصوصا لوالدته التي يشترك معها أحيانا في تدبير المنزل و في مسك الحسابات . يتعلق بالمخلوقات الضعيفة و الحشرات الصغيرة مما يجعله يقضي الساعات في مراقبة وكر للنمل مثلا بينما وجود كلب ضخم لا يعني له شيئا . يرفض هذا الطفل المعلومات غير المكتملة و يلجأ إلى مصادر تثقيفية عديدة بالإضافة إلى الكتاب المدرسي . أكثر ما يحب الجدل و النقاش , فإذا بدا خلالهما أقل معرفة من زملائه انطوى على نفسه و شعر بالتعاسة و الخجل . يرفض في سن المراهقة العلاقات الدائمة أو الجادة و خصوصا تلك التي تستهدف الزواج , كما يكره أن يشار إلى حياته العاطفية من قريب أو بعيد , و لهذا السبب تصعب عليه صراحة الآخرين . إن عقله الواعي و أسلوب تفكيره العملي يحرمانه أشياء كثيرة يزخر بها عالم الأطفال الذين في مثل سنه . فهو مثلا قليل التخيلات و الأحلام نادر الاهتمام بقصص الجن و الأشباح و غير ذلك . و مع أن عظمته في تلك الواقعية إلا أن هناك خوفا عليه من الوحشة في المستقبل . ينبغي لأهله تشجيعه على اقتحام عالم الأوهام بين الفترة و الأخرى بحيث تصبح طفولته أقل جدا و أكثر تشعبا و مرحا . | |
|