الحكيم الروحاني المصري الكبير 00201228348808
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحكيم الروحاني المصري الكبير 00201228348808

الحكيم الروحاني المغربي الكبير, الحكيم الروحاني, كمال, الساحر المغربي, الشيخ الروحاني المغربي الكبير, الساحر المغربي الكبير, الساحر اليهودي المغربي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"3معالج روحاني شيخ روحاني فك السحر علاج السحر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحكيم الروحاني الكبير
Admin



المساهمات : 2780
تاريخ التسجيل : 13/09/2016

  العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"3معالج روحاني شيخ روحاني فك السحر علاج السحر  Empty
مُساهمةموضوع: العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"3معالج روحاني شيخ روحاني فك السحر علاج السحر      العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"3معالج روحاني شيخ روحاني فك السحر علاج السحر  Emptyالجمعة سبتمبر 16, 2016 1:12 pm

العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"3معالج روحاني شيخ روحاني فك السحر علاج السحر 

مغالاة الرقاة ودجل المعوذين في منظور الشريعة

في فتاوى الأزهر (ج8ص10) أجاب الشيخ عطية صقر على السؤال: (هل يجوز أن تكتب بعض آيات القرآن يعلقها المريض أو يمحوها بالماء من أجل الشفاء)؛ فقال: "أما أن القرآن شفاء فذلك أمر لا شك فيه، قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} الإسراء 82، وقال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور} يونس 57, وقد حمل كثير من العلماء الشفاء على ما يعم الشفاء من الأمراض العقلية والنفسية والخلقية والجسمية، حيث لا يوجد ما يمنع ذلك, فهو يصحح الفكر والعقيدة ويهذب النفس ويمنحها الأمن والطمأنينة ويقوم السلوك بالأخلاق الحميدة ويزيل العلل والأمراض التي تعترى الأجساد, وقد روى البخاري ومسلم حكاية سيد الحي الذي لُدغ ورقاه المسلمون بفاتحة الكتاب فشفاه اللّه وأخذوا على ذلك أجرا أقرهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله تعالى), والحديث بطوله موجود فى زاد المعاد لابن القيم (ج3ص121), وذكر أن ابن ماجه روى في سننه من حديث على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الدواء القرآن), ووضح تأثير العلاج بالقرآن توضيحا كبيرا.., وقال بعض العلماء أن المراد بشفاء القرآن هو ما عدا شفاء الأجسام بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن (لكل داء دواء إلا الموت) أو (إلا الهرم) وأمر بالتداوى عند المختصين كالحارث بن كلدة وعالج بالفصد والحجامة وشرب العسل وبغير ذلك مما وضحه ابن القيم فى كتاب الطب النبوى, والحق أن علاج الأمراض البدنية مطلوب عند المختصين والقرآن هو الذي أرشد إلى ذلك بسؤال أهل الذكر وبالأمر بالتعلم والإفادة مع الإيمان بفاعليته في العلاج الفكري والنفسي، وقد ذكر السيوطى في الإتقان (ج2ص163) طرفا من خواص القرآن فى العلاج العام وأورد حديث ابن ماجه عن ابن مسعود (عليكم بالشفاءين العسل والقرآن) وحديث اللديغ سيد الحى وعلاجه بفاتحة الكتاب الذي رواه البخاري ومسلم وذكر حديث الطبراني عن على قال: (لَدَغَتْ النبىَّ صلى الله عليه وسلم عقربٌ فدعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ: {قل يا أيها الكافرون} والمعوذتين), ثم ذكر السيوطي أن النووي قال في شرح المهذب: (لو كتب – أحدهم - القرآن في إناء ثم غسله وسقاه المريض؛ قال الحسن البصري ومجاهد وأبو قلابة والأوزاعى: لا بأس به وكرهه النخعى..)، قال الزركشى: (وممن صرح بالجواز فى مسألة الإناء العماد النيهى مع تصريحه بأنه لا يجوز ابتلاع ورقة فيها آية، لكن أفتى ابن عبد السلام بالمنع من الشرب أيضا لأنه يلاقى نجاسة الباطن وفيه نظر), هذا ما نقل عن العلماء في جواز العلاج بالقرآن.. فهو نافع إن شاء اللّه تعالى وبخاصة إذا كان القارئ صالحا ترجى بركته أو دعا اللّه بعد قراءة القرآن فقد يستجيب الله الدعاء، وقد رأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم في علاج لدغة العقرب أخذ بالوسائل المادية مع قراءة القرآن, ورأينا اختلاف العلماء في كتابة القرآن الكريم ومحوه بالماء وشربه للاستشفاء ما بين مجيز ومانع؛ مع تحرزهم من تعرض القرآن الكريم للنجاسة أو الإهانة"[18].

وسئل فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي: "شاعت في هذا العصر ظاهرة لم تعرف بهذا الوضوح والانتشار في عصر من عصور الإسلام التاريخية وهي ظاهرة المتخصصين في العلاج بالقرآن الذين يزعمون أنهم يستطيعون أن يعالجوا أي مريض يأتيهم عن طريق قراءة آي معينة من القرآن عليه، وقد يستجيب بعض الناس فيشفى بينما آخرون لا يؤثر فيهم هذا العلاج، فما حقيقة هذا الأمر؟ وما وجهة نظركم فيه من الناحية الشرعية؟ نرجو بيان الرأي الصحيح بالأدلة الموثقة"، فأجاب فضيلته قائلا"لا شك أن هذه ظاهرة قد شاعت في كثير من البلدان، وتحدث عنها الخطباء في خطبهم والكتّاب في مقالاتهم، وعرضت لها الإذاعات والتليفزيونات، بل عرضت لها القنوات الفضائية في بعض البرامج, هذه الظاهرة هي ظاهرة العلاج بالقرآن. فهناك أُناس زعموا أنهم متخصصون في العلاج بالقرآن، بل فتحوا عيادات علنية للعلاج بالقرآن، يذهب الناس إليهم في هذه العيادات كي يعالجوهم بالقرآن الكريم, ونحن نؤمن بأن القرآن هدى وشفاء كما قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} فصلت44, وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} الإسراء82, ولكن ما معنى الشفاء هنا؟ هل هو الشفاء العضوي على معنى أن الإنسان إذا أوجعه بطنه أو أوجعته عينه أو أحس بألم في جسده، فماذا عليه أن يفعل؟ هل يذهب إلى عيادة القرآن أم يذهب إلى الطبيب المختص الخبير في شأن هذا النوع من المرض؟ الذي رأيناه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أنه شرع الطب والدواء كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الشفاء في ثلاث: في شربة عسل أو شرطة محجم أو لذعة بنار), فذكر الأنواع الثلاثة للدواء الذي يتناول عن طريق الفم والجراحة وهي شرطة المحجم أو المشرط والكي وذلك هو العلاج الطبيعي، والنبي صلى الله عليه وسلم تداوى وأمر أصحابه بالتداوي، وكان يقول لبعض أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين: "اذهبوا إلى الحارث بن كلدة الثقفي" وهو طبيب مشهور منذ الجاهلية عرفه العرب فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينصحهم بالذهاب إليه، بل جاءه رجلان يعرفان الطب من بني أنمار فقال لهما: (أيكما أطب؟)، يعني أيكما أحذق وأمهر في صنعة الطب؟ فأشاروا إلى أحدهما فأمره أن يتولى هو علاج المريض، يعني أن الإنسان يبحث عن أمهر الأطباء وأفضلهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً, وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله), وهذا أعطى كل مريض أملاً في أن يجد لدائه علاجًا وأعطى الأطباء أنفسهم أملاً في أن يجدوا لكل داء دواء, فليس هناك داء عضال بمعنى أنه لا علاج له لا في الحال ولا في الاستقبال بل كل مريض له علاج موجود ولكن لم نعثر عليه بعد فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله, ولما سُئل صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها وتُقاة نتقيها؟ هل ترد من قدر الله شيئًا؟ قال: هي من قدر الله), يعني أن الأمراض من قدر الله والأدوية من قدر الله, لماذا إذن نعتبر المرض من قدر الله ولا نعتبر الدواء من قدر الله؟, هذا من قدر الله وهذا من قدر الله فنحن ندفع قدرًا بقدر ونرد قدرًا بقدر, هذه سنة الله أن تدفع الأقدار بعضها البعض، ندفع قدر الجوع بقدر الغذاء وقدر العطش بقدر الشرب وقدر الداء بقدر الدواء هذه هي السنة الإسلامية، ومن أجل هذا شاع الطب بين المسلمين وتقدم الطب تقدمًا هائلاً في الحضارة الإسلامية وكان المسلمون أئمة العالم وأساتذته في الطب وعُرف منهم أسماء لامعة على مستوى العالم مثل أبي بكر الرازي وابن سينا وابن رشد والزهراوي وغيرهم من المسلمين، وكُتب هؤلاء انتشرت في العالم مثل (الحاوي) للرازي و(القانون) لابن سينا و(الكليات) لابن رشد و(التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي، بل وجدنا من علماء المسلمين الفقهاء مَن يجيد الطب، فابن رشد نفسه كان فقيهًا ألّف كتابه (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) في الفقه المقارن, وفخر الدين الرازي صاحب الكتب الشهيرة في التفسير والأصول وعلم الكلام وغيرها, قالوا: كانت شهرته في علم الطب لا تقل عن شهرته في علوم الدين، وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى يُعدُّ من فقهاء الشافعية وترجم له تاج الدين السبكي في كتاب (طبقات الشافعية) على أنه أحد فقهاء هذا المذهب, ولأن المسلمين اعتمدوا سنة الله في الكون فقد اعتمدوا الطب ولم يعتمدوا على الشعوذات التي انتشرت بين الأمم من قبلهم ولم يعتمدوا على الأحجبة والتمائم وغيرها التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم ضربًا من الشرك, صحيح أن الإسلام شرع لنا الأدوية الروحية مثل الاستعاذة بالله والرقى والدعاء، فالإنسان يرقي نفسه أو يرقي مريضه بقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنتَ الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا), أو (أرقيك والله يشفيك)، أو كما كان عليه الصلاة والسلام يرقي الأطفال الصغار مثل الحسن والحسين (أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة), فالرقى والتعاويذ والأذكار والأدعية مشروعة ولكن بجوار الأسباب المادية التي تكملها وتقويمها الأسباب الروحية, ولكن لا يكفي المسلم أن يذهب الإنسان إلى شخص يقول له أقرأ عليك القرآن أو المعوذات أو آية الكرسي ويكتفي بهذا, كيف ذلك إذا كان يعاني من مرض عضوي؟ فلا بد من علاج هذا المرض العضوي وإذا كان مصابًا بفيروس لا بد من علاج هذا الفيروس فهذا هو الذي شرعه الإسلام وعاشه المسلمون، فنحن لم نرَ في الصحابة مَن فتح بيته وقال (أنا متخصص في العلاج بالقرآن)، حتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المعالجين وسيد أطباء الروح لم يفعل هذا وإنما شرع الطب وشرع التداوي بما يعهده الناس, وقد أشار القرآن الكريم إلى أن بعض الأغذية فيها شفاء ودواء مثل عسل النحل بقوله تعالى: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} النحل69, أما هؤلاء الذين فتحوا عيادات كما سمعنا في القاهرة مثلاً أن فلان الفلاني يعالج بالقرآن ويذهب المغفلون والذين يصدقون كل ما يُقال ولا يمتحنون الأمور بعقولهم، أرى هؤلاء يذهبون إليهم زرافات ووحدانا ويدفعون النقود للشيخ وبركة الشيخ الذي يزعم علاج هؤلاء بالقرآن أو بإخراج الجن من أجسادهم، وأحيانًا رأيت مناظر فظيعة مثل شخص يُضرب ضربًا مبرحًا أو أشياء من هذا النوع، وقد نشرت الصحف ووكالات الأنباء أن بعضهم مات من الضرب في يد واحد من هؤلاء وقدم للمحاكمة، كل هذا لا أعتبر أنه من الإسلام الصحيح في شيء, إنما يمكن إذا سحر الإنسان أو نحو ذلك أن نعالجه بالاستعاذة والأذكار والرقى، وهذه الأشياء على أن تكون معروفة ومفهومة, ولذلك اشترطوا في الرقية أن تكون باللغة العربية لا بلغات غير مفهومة أو بحروف مقطعة لا نعرف ماذا فيها وبذكر الله تعالى وصفاته وألا تشتمل على شيء من الشركيات، فهذا هو الذي شرعه الإسلام, أما هذه الظواهر التي ابتدعها الناس فليس هذا من هدي الإسلام ولا من عمل الصحابة ولا من عمل سلف الأمة في خير قرونها وإنما هي بدعة اخترعها الناس في هذا العصر وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار, إن الإسلام شرع لنا أن نذهب في كل أمر إلى خبرائه نسألهم عنه ونستفتيهم فيه سواء أكان في أمور الدين أم أمور الدنيا كما قال تعالى: {ولا ينبئك مثل خبير} فاطر14, وقال عز وجل: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} النحل43, ففي أمور الهندسة نرجع إلى الخبراء من المهندسين وفي أمور الطب والدواء نرجع إلى الصيادلة والأطباء وإلى كل طبيب في اختصاصه، وفي أمور الدين نرجع إلى علماء الدين الثقات, إذن، فما معنى أن القرآن شفاء؟ وهنا نقول: إن القرآن نفسه قد بين معنى الشفاء المذكور بإطلاق في بعض الآيات فقد قيدته آية أخرى، يقول الله تعالى فيها: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} يونس57, بيَّنت الآية أن القرآن شفاء لما في الصدور من الشك والحيرة والعمى وما فيها من الهم والحزن والخوف والقلق, ولذا كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي), وكل هذه الأمور المدعو لها أمور معنوية لا مادية تتعلق بالقلب والصدر لا بالجسد والأعضاء, إن القرآن الكريم لم ينزله الله تعالى ليعالج الأمراض العضوية وإنما يعالج الناس أمراضهم بحسب السنن التي وضعها الله في الكون والتي بيَّن القرآن أنها سنن لا تتبدل ولا تتحول"[19], وحول دخول الجن جسم الإنسان قال فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي: "هناك ادعاءات كثيرة برؤية الجن والعلاقة بالجن والزواج بالجن وتلبس الجني بالإنسي ومعظم هذه الدعاوى باطلة, وكثير من الناس ممن يدّعي أنه ركبه الجني أو العفريت أو نحو ذلك هم يعانون أمراضا عصبية ونفسية مثل (ازدواج الشخصية) ونحو ذلك ولا علاقة للجن بهذه الموضوعات"[20].

واعتبر د. محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر أن فتح عيادات تتخصص في العلاج بالقرآن الكريم يعد نوعا من الدجل وأن الكلمة الأخيرة في العلاج تكون للأطباء، وقال في المؤتمر السنوي الرابع عشر لكلية طب الأزهر 2004م: "إن ظاهرة العلاج بالقرآن هي قضية خطيرة لا بد من مناقشتها والوصول فيها إلى ضوابط تحد من تلك الظاهرة خاصة أن هناك عيادات لهذا النوع من العلاج بكثرة.., (و)ما يحدث في عيادات العلاج بالقرآن الكريم من قيام أحد الأشخاص بالكشف على المرأة وهو ليس بطبيب تحت دعوى أنه من أهل الكشف وصاحب ولاية وسيقوم بعلاجها عن طريق قراءة القرآن الكريم عليها هو أمر باطل ونوع من الدجل", وصرح بأنه لا يعلم من العلاج بالقرآن سوى: "الدعاء للمريض وهو ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقد شدد على أن: "كل ما يتعلق بالطب يجب أن تكون الكلمة الأخيرة فيه للأطباء"[21].

المحور التاسع

مغالاة الرقاة ودجل المعوذين في المنظور الطبي

قال د. لطفي عبد العزيز الشربيني: " يرجع الاهتمام بالعوارض النفسية إلى قرون بعيدة فقد وصفت بردية إيبرس Ebers Papyrus على سبيل المثال بعض الاضطرابات النفسية وطرق علاجها في عهد قدماء المصريين, وقد كان العلاج في مصر القديمة يتم عن طريق الإيحاء بواسطة الكهنة مع اللجوء للترويح والموسيقى واستخدام الأعشاب، أما في العصور الوسطى فقد كان المرضى العقليين يعاملون بقسوة نظراً للاعتقاد بأن أرواحاً شريرة تتلبس أجسادهم فكانوا يتعرضون للضرب والحرق والإغراق، ولم تنشأ المصحات والمستشفيات العقلية إلا حديثا حيث تغيرت أساليب المعاملة وبدأ استخدام الأدوية الحديثة في العلاج, والطب النفسي Psychiatry تخصص حديث لا يزيد عمره عن عقود قليلة أواخر القرن العشرين, وهو يهتم باضطرابات الوظائف العقلية مثل التفكير والسلوك والوجدان‎, وبخلاف الأمراض العضوية التي امتدت دراستها لفترة أطول واشتهر الكثير من حقائقها بين الناس مازالت الأمراض النفسية تنسب في الأوساط الشعبية إلى المجهول"[22].

وقال د. إسماعيل الدفتار: "إن الله تعالى قد أخبرنا في القرآن الكريم في عدة آيات عن الحسد كما أخبرنا الرسول عليه السلام في عدد من الروايات بأن العين حق, ولكن بعض المعالجين يطلقون الأحكام ويدعون أن هذه حالة عين (حسود) بعينها, فهذا رجم بالغيب لأن العين من العلم الذي لا يعلمه إلا الله تعالى وحده وعلي المعالج أن يرقي أو يقرأ علي الحالة دون تعيين, والسحر أيضا من الغيبيات.. (ولكن) أصبح معظم المعالجين يطلقون كلمة السحر علي كثير من المرضي دون علم, والرسول ذاته عندما سحر (وفق ما ذكره المحدثون) لم يكن يعلم بما هو عليه, ولما جاءه الملكان ووقف أحدهما عند رأسه والآخر عند قدميه, فقال أحدهما لصاحبه: ما بال الرجل؟, فقال مطبوب, فقال من طبه؟ أي من سحره, قال لبيد ابن الأعصم.. في بئر.. وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يستمع إليهما فأمر نفرا من الصحابة أن ينزلوا البئر ويخرجوا منه السحر.., فهذا رسول الله الكريم بعث الله له الملائكة لتخبره أنه مسحور فمن يخبر أمثالنا بما حل به من مرض!, أما قضية المس فقد خاض فيها المعالجون وتوسعوا فيها لدرجة أن بعضهم من جهلهم بالرقية الشرعية يعتبر كل ما يلم بالإنسان يكون بسبب الجن وهذا يعد عبثا بالمفاهيم.., ويبدأ المعالج بقراءة القرآن وبطبيعة الحال عندما يسمع المرضي القرآن فإنهم يتأثرون.. (و)هذه الأفعال.. يراها الدين والعقل الواعي دجلا وافتراء وأكاذيب.. (وتذرع) باطل بكتاب الله وسنة رسوله"[23].

وقال د. محمد المهدي: "كثيرا ما يجزم الطبيب بثقة بأن حالة مرضية ما هي نفسية الأصل بينما يتوهم الراقي أنها حالة مس من الجن علاجها القراءة وإخراج الجن ووضع التمائم والتعاويذ.., فإن أنكر الطبيب.. يصطدم بمعتقدات المريض وأهله وإن وافق فهو يثبت نوع من التفكير السحري تضيع في سراديبه الحقائق الطبية والدينية معا..، وقد ثبت أن 70-80% من المرضى النفسيين في المجتمع المصري يترددون على المعالجين الشعبيين طلبا للعلاج، وطبقا لتقارير المركز القومي للبحوث ( سبتمبر 2003 ) فإن في مصر وحدها حوالي مليون مواطن يعتقد أنه ممسوس بالجن وثلاثمائة وخمسون ألف شخص على الأقل يعملون في مجال العلاج بإخراج الجن ويطلق على كل منهم لقب شيخ ابتداء بلا حاجة لدراسة شرعية, ولم يعد الأمر يقتصر على المستويات الشعبية وإنما امتد ليشمل مستويات تعليمية عالية تصل إلى مستوى أساتذة الجامعات خاصة حين يصطبغ العلاج الشعبي بالصبغة الدينية أو يتستر وراءها.., (و)اختلطت الحقيقة بأضعافها من الخيالات والأوهام وعلق كل شيء في عقول العامة ونسبة غير قليلة من الخاصة على الجن والسحر والحسد.. حتى أصبح الإيحاء بالتخليص من الجن وظيفة رائجة.., والجن حقيقة شوهتها الشعوذة, فهذا الكون الذي نعيش فيه قد يحوى الكثير من القوى التي نعجز عن إدراكها..، وقد جاءت الأديان كلها وحدثتنا عن الجن, ومن هنا جاء خوف الإنسان من هذه القوة الخفية التي يمكنها أن تؤثر عليه دون أن يراها أو يملك وسيلة لدفعها، وهذا الخوف قد أحاط موضوع الجن بالكثير من الحكايات والأساطير, فأستغل الدجالون والمشعوذون هذا الخوف وضخموه وأقاموا على أساسه ممارسات أسطورية وسحرية جعلت لهم سلطانا وأحاطوها بمسحة دينية تمنحهم مزيد من المهابة وتقيهم تتبع السلطات, وقد أدت الاكتشافات الطبية الكبيرة في مجال الأمراض النفسية إلى تبين أن ما كان ينسبه الأولون من حالات نفسية إلى الجن أصبحت الآن مفهومة مثل الهستيريا.. وهذه الحالات تصيب الشخصيات غير الناضجة انفعاليا والقابلة للإيحاء.. فيحدث أنه في مواجهة ضغوط معينة كعدم تكيف زوجة في زواجها أن يحدث انشقاق في مستوى الوعي فتحدث حالات الإغماء أو الصرع الهستيري فتتصرف كأنها شخص آخر ويتغير صوتها لتعبر عما لا تستطيع التعبير عنه في الحالات العادية فيقوم المعالج الشعبي ببعض أساليب الإيحاء في جو من الغموض أو يؤلمها بالضرب فتفيق من الانشقاق الهروبي بسرعة تثير دهشة العامة وتزيد من ثقتهم به، ولكن الأعراض ما تلبث أن تعود عند أول ضغط نفسي أو اجتماعي، وقد يتمادى المريض في أعراضه ويطورها بعدما عرف من إيحاءات عن تلبس الجن له فيعود أهل المريض به إلى المعالج توهما بقدرته على الشفاء مستسلمين طائعين لتوجيهاته, قال الشيخ محمد متولي الشعراوى: (يريد الله سبحانه وتعالى أن يزيل خوفنا من أن يصيبنا ضرر من هذه القوى التي ترانا ولا نراها فيطمئننا بأنه جل جلاله يحفظنا ويرعانا.. لا ينام ولا يغفل.. قيوم على كونه.. أي قائم عليه في كل ثانية.. فيقول جل جلاله: "اللّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ" البقرة 255, ثم يريد الحق تبارك وتعالى أن يزيد اطمئناننا فيقول لنا أنه عز وجل هو خالق السماوات والأرض ولذلك فإنه لا يوجد من خلقه من يستطيع أن يخرج عن مشيئته فالمخلوق خاضع خضوعا تاما للقوانين التي أرادها له الخالق لا يمكنه أن يتمرد عليها وذلك حتى لا نخشى أن يتمرد مخلوق من مخلوقات الله ويفعل شيئا لم يأذن له به خالقه.. فيقول جل جلاله: "لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ" البقرة 255, ونظراً لكثرة الممارسات المؤسفة والخاطئة في هذا المجال فقد أعلن معظم الأطباء استنكارهم لما يحدث, وامتد الاستنكار ليشمل أمورا حقيقية ثابتة في الكتاب والسنة ولكنها أحيطت بأخطاء المشعوذين ومبالغات العامة وأوهامهم.., فقد قال الله تعالى: "الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ" البقرة 275, قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية ما نصه: أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع هاله صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكراً, وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق, وقال الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها: (إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم), إذن هذه النصوص تدل على إمكانية تأثير الشيطان في الإنسان مع إعطاء صورة الجنون أو اضطراب الحركة والتصرف), ولكن المدعين العلم بأسرار الجن قد بالغوا في هذا الأمر فادعوا أن كل الأمراض هي مس من الجن أو تأثير سحر إما بقصد أو جهل, وهكذا انتشرت العرافة والكهانة بصورة جديدة تخفى نفسها خلف آيات من كتاب الله يظلون في حمايتها وتزداد قوة تأثيرهم, وقد روى مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)، وفي الحديث علق الرسول عليه الصلاة والسلام البرء بموافقة الداء للدواء وهذا يؤكد فكرة تخصيص العلاجات للأمراض المختلفة فليست كل الأمراض تعالج بنفس الطريقة كما يفعل بعض المعالجين الشعبيين فيتبعون نفس الطرق في كل الحالات, وفى قوله عليه الصلاة والسلام (أنتم أعلم بأمور دنياكم) توجيه إلى إعطاء كل شيء لمن تخصصوا فيه وعلموه بالدراسة والتجربة والتمحيص, وقد روى عمرو بن دينار عن هلال بن يساف قال : دخل رسول الله على مريض يعوده فقال: "أرسلوا إلى طبيب" فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟ قال: " نعم إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء", وقال ابن القيم في الطب النبوي صفحة 66: "الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه", ولكنه رحمه الله لم يذكر كيفية التفريق بين النوعين، وله العذر فلم تكن في عهده وسائل تشخيصية كرسم المخ الكهربائي، ولم يكن موضوع الأعراض الانشقاقية والتحولية (الهستيرية) Conversion (Hysterical) Disorders معروفا في ذلك الوقت.., وقد تمادى الكثيرون ممن لا يعلمون في هذا الأمر شيئا فاعتبروا كل الأمراض تلبس جن واعتبروا أنفع الوسائل هي الضرب المبرح أو الخنق أو الكي أو إيذاء المريض بحجة إيذاء الجن المتلبس وقد حدثت مآسي كثيرة مثل الانتهاك للحرمات أو وفاة بعض المرضى كما حدث لامرأة ضربت حتى ماتت وشاب آخر مات تحت وطأة الضرب بحجة إخراج الجن, ومن خلال عملي في مجال الطب النفسي رأيت مدعى إخراج الجن يعالجون حالات مرضية نفسية وأحياناً عضوية معروفة للمختصين وليس فيها غموض حتى تنسب للجن ومع ذلك يصرون على تلبسها بالجن, وهذه الحالات ساءت كثيرا بسبب ما توهمت من خيالات وصاروا يعانون من اضطرابات نفسية إضافية نظرا لخوفهم من هذه القوى الخفية, وقد استقر في وعي الكثيرين اليوم تسلط القوى الخفية وقوة تأثيرها فنسبوا إليها كل عرض نفسي أو عضوي وراحوا يطلبون العون عليها من ممن لا يملكون حلا لمشاكلهم هم ويحيدون عن كتاب الله لا كبينات تخاطب العقل والوجدان فيستجيب مما أدى إلى نشر التفكير السحري بين الناس وتوقع الحلول السحرية لمشاكل يومية واقعية كانت تحتاج لبذل جهد حقيقي من المريض وأسرته ومعالجة لمشكلات تخص المجتمع بأسره, وقد يستخدمون بعض وسائل ربما تودي بالحياة مثل الخنق والضرب والحرق والصعق بالكهرباء, يقول الشيخ عبد العزيز الحمدان: (إن هناك أساليب خاطئة يتبعها البعض مثل حرق أيدي النساء بالنار أو بجهاز كهربي أو الخنق والضرب بحجة إخراج الجني من الدم وإني أعجب من هذه الأساليب، فهل هذا نقص في الاعتقاد بأن كلام الله ليس كاف في العلاج أم هي رغبة في التأثير على ذلك الجني بالرهبة والضرب، وهنا أقول إنه يكفي كلام الله رهبة ، فلو نزل على جبل لزلزله وتصدع), ومن الضروري الجمع بين أخذ الدواء الذي يصرفه الطبيب المتخصص وبين الدعاء وقراءة القرآن والرقية الشرعية, ولا تزيد المعالجة في إطار الكتاب والسنة عن قراءة المعوذتين وآية الكرسي وباقي أدعية الصباح والمساء وبتقوية العلاقة بين الإنسان وربه دون الحاجة إلى وسيط, وهذه الأدعية يقرؤها المريض نفسه أيا كان نوع مرضه أو يقرؤها عليه أحد أقاربه أو أصدقائه ولا يكون هناك شخص يتولى هذه المهمة ويتخذها وظيفة وإلا أصبحت كهانة صريحة, ولم أجد أجمل من كلمات فضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله لإيجاز هذا الموضوع: (إذا كان إيماننا قويا بالله واتجهنا إليه سبحانه وتعالى نستعيذ به فانه جل جلاله يقينا شر هذا كله, ولكن الذي يبقى فعل هذه الأشياء أننا لا نلجأ إلى الله جل جلاله فإذا أصابنا ضرر فإننا نحاول أن نلجأ إلى قدرات البشر، فإذا أصيب الإنسان بضرر السحر فإنه ينتقل من ساحر إلى ساحر يحاول أن يبطل أثر السحر مع أنه لو اتجه إلى الله تبارك وتعالى بقلب مخلص فإن السحر يبطل فعله وكذلك الحسد), وعلى الجانب الآخر فقد بالغ بعض الأطباء في استنكار ما يحدث وإنكار تأثير الجن والسحر والحسد بالكلية, وقد اعتقد الكثيرون منهم أنه لم يعد هناك شيء بعيد عن البحث والتجربة الملموسة والواقع الحقيقي ولكن مازلت أسباب كثير من الأمراض النفسية في مجال النظريات ومازالت هناك مناطق شديدة الغموض, وفي النهاية أرجو أن يكون الميزان قد اعتدل بين ما هو طب ملموس وبين ما هو غيب نعتقده بعيدا عن الخرافات والأوهام والدجل؛ فالإسلام دين الحقيقة والوسطية والاعتدال"[24].

وقال د. قاسم حسين صالح: "تُعزى حالات الاضطرابات العقلية أو الذهان Psychosis علميا مثل مرض الفصام Schizophrenia إلى تغيرات وظيفية في المخ بينما تسمى في المعتقدات الشعبية بالجنون وتعزى إلى الجن والأرواح الشريرة ولذا يتنافس المعوذون في ابتكار وسائل تعذيب لطردهم, والوهم بتهجم الجن والحاجة للعرافين موروثة في اللاوعي لذا يعمر سوق المعوذين كمؤشر لتزايد الضغوط التي تقدح زناد الاستعداد الوراثي للمرض, ولكنهم يفشلون غالبا في التأثير الإيحائي على مرضى الذهان بينما قد يستجيب مرضى العصاب Neurosis للإيحاء لقناعتهم ابتداءً بإصابتهم بالجن, وأما الرقاة بالقرآن فهم في الحقيقة يمارسون نوعا من العلاج النفسي وإن سميناه بالروحي كان الأولى أن يتم برعاية الدولة تحت إشراف طبي فينحسر نشاط الجهلاء والدجالين المتاجرين باسم الدين, ففيه استنهاض لإرادة المريض وقوى الشفاء الذاتي خاصة مع توجيهه نحو الصلاح وتقوية الإيمان والالتزام الديني ليكون الدافع ذاتي, ومجرد الاستماع إلى شكواه تنفيس Abreaction"[25].

وقال د. وائل أبو هندي أستاذ الأمراض النفسية بجامعة الزقازيق: "العلاج بالقرآن لا يصح إلا عندما نتحدث عن طريق الفهم لما فيه وليس ليكون تعاويذ للتأثير علي الجن.., والقرآن يستطيع أن يمد المسلم بالعديد من المعاني التي تريح القلب والروح وليس للاستخدام في علاج الأمراض التي عرفت أسبابها وطرق علاجها ولابد لأمة المسلمين أن تنتبه إلى ضرورة الفصل بين عالم الغيب وعالم الشهادة.., يجب أن نتعامل من خلال المنطق والمعطيات لدينا, ومثال ذلك إذا قلنا أن أحدهم وهو يجري نظر إليه أحد أصدقائه وقال ما أجمل ساقيه فوقع الشاب وانكسرت ساقه, فمن الممكن أن نفسر هذا تفسيرا غيبيا علي أنه حسد, فهل يكون علاجه بالرقي وقراءة القرآن دون اللجوء إلى طبيب عظام مثلا, والأمثلة عديدة علي هذا المنوال في كافة الأحوال التي نعيشها, إذن نستطيع أن نقول أن حياة المسلمين فيها العلاج الروحي كالعلاج بالقرآن وليست لأمراض بعينها نعرف لها أسبابا, وقد كان الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه لا يؤمن ببما يدعونه من التداوي بالقرآن وحفز المرضي إلى اللجوء للأطباء.., ومن طبيعة الأمراض النفسية أن تتسم أعراضها بالغرابة, فالمريض لا تظهر عليه علامات المرض الجسدي المعروفة.. ولكنه يسلك سلوكا غريبا فيميل بعض الناس إلي تفسير هذا السلوك غيبيا حسب معتقداتهم"[26].

وقالت د. إجلال حلمي أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس: "السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي دفع الناس الآن إلي اللجوء لمثل هذه الأمور بعد أن توصل العلم والطب إلي علاجات متقدمة في حالات مستعصية علي المستوي النفسي والجسدي؟, أري أن الحالة الاقتصادية تتحكم بشكل أساسي في لجوء طوائف عديدة من الناس في المجتمع المصري خاصة والعربي بصفة عامة ونظرا لارتفاع أسعار الأدوية.. إلي من يدعون القدرة من الدجالين علي شفاء كافة الأمراض عن طريق الاستعانة بكلام الله وقرآنه الذين وجدوا في هذه الطريقة مساحة وفرصة سانحة للترويج لتجارتهم التي اعتمدت علي وسائل عديدة بعيدة في مضمونها كل البعد عن الدين, وفي هذا العصر الذي عمت فيه البلوى وطمست الحقائق جاء هؤلاء المعالجون بأدعية لم تكن علي عهد الرسول وعهد الصحابة رضي الله عنهم ولا علي عهد التابعين فتجاوزوا أسلوب الدعاء, كقولهم: اللهم أبطل اليمن وسحر السودان وسحر كذا وكذا.., (و)يتفق المعالج مع بعض العطارين فيقرأ علي الماء بكميات كبيرة ويضعها عند العطار ليبيعها باسمه حتى أصبح لكل شيخ زبائنه الذين يطلبون وصفته.. ومن ثم يتحول الأمر إلي خطر علي العقيدة وليس رقية شرعية, حيث ذكر الرسول عليه أفضل الصلوات: (من تعلق قلبه بشيء فقد أوكل إليه), هذا بالإضافة إلى الممارسات الخاطئة لبعض المعالجين كالمبالغة الشديدة في طريقة الخنق.. مما يعرض حياة المرضي للخطر"[27].

وقال د.محمود جمال أبو العزائم: "يعتبر مرض الصرع Epilepsy من أكثر الأمراض العصبية انتشارا في العالم حيث يصيب 1% من الصغار والكبار، ومن أعراضه حدوث نوبات غياب عن الوعي قد تكون شديدة أو خفيفة وفي حالة النوبة الكبرى يسقط المريض على الأرض في حالة تشنج يهتز لها كل جسده ويغيب عن الوعي نهائيا.., وتتكرر هذه النوبات في أي وقت وفى أي مكان, وقد كان التفسير الشائع لهذه النوبات أنها نتيجة مباشرة لمس الجن.. وظل مرض الصرع موضوعا للكثير من الخرافات والأوهام وتعرض المرضى لكثير من الممارسات غير الطبية ظنا من الناس أن الأرواح والشياطين وراء حدوثه.., (ولكن) الصرع حالة عصبية تُحدث من وقت لآخر اختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ.., ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعى الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن.., وقد تحدث نوبات من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة محددة من المخ وتسمى النوبة حينئذ بالنوبة الصرعية الجزئية أو النوبة الصرعية النوعية, وأحيانا يحدث اختلال كهربائي بجميع خلايا المخ وهنا يحدث ما يسمى بالنوبة الصرعية العامة أو الكبرى.., إذن فالصرع لا يختلف عن الأمراض العضوية الأخرى فهو يحدث لأنه يوجد سبب ما في الدماغ يسبب حالة التشنج.. ونستطيع (حاليا) التوصل إلى بعض أسباب المرض باستخدام التحاليل المعملية وأجهزة الفحص الحديثة مثل رسم المخ والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.. ولا علاقة نهائيا بالجن والشياطين والأرواح الشريرة بهذا المرض كما كان يعتقد من قبل.., وهناك (أيضا) اعتقاد شائع بين الناس أن المرض النفسي يحدث بسبب الجن.. (ولكن) هناك مراكز في المخ لكافة الوظائف النفسية والبيولوجية للإنسان..، فهناك مركز للحركة ومركز للتنفس وكذلك هناك مراكز للذاكرة والسلوك والمزاج والوجدان.. وتتصل الخلايا العصبية بعضها ببعض بواسطة تشابكات عصبية.. تربط بينها كيميائيا, والرسائل تنتقل بين خلية وأخرى بواسطة مواد تسمى الناقلات العصبية، وزيادة أو نقص الناقلات العصبية في المخ مثل السيروتونين.. يؤدى إلى اضطراب الوظائف النفسية للإنسان, فقد وجد مثلا أن اختلاف نسبة السيروتونين يؤدى إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب, ومن هنا جاءت فكرة استخدام العقاقير التي تعيد الناقلات العصبية إلى وضعها.. إذن فالمرض النفسي مثله مثل الأمراض العضوية الأخرى له أساس عضوي ولا يحدث بسبب الجن, (ولكن) يقول البعض: لقد رأينا المعوذ وهو يضرب الجني ويكلّمه, وأقول: هناك ما يُعرف في طب النفس بظاهرة الإيحاء.. (و) نجد أن المعالجين الشعبيين وأهل الدجل والشعوذة هم من أكثر الناس قدرة على الإيحاء، ويعينهم على ذلك الضرب المبرح وتسليط صوت المسجل العالي على أُذُنَيّ المريض فيضطر إلى تقمّص شخصية مختلفة أو التكلم بكلام غريب محاولاً الهروب من الضغط الذي يُمارس ضده.., والأغلب (إذا لم يكن المريض متصنعا متمارضا Malingerer) أنه مصاب بحالة تعرف بالتحول الهستيري، حيث يتحول فيها إلى شخص مختلف يقوم بأعمال هستيرية غير راشدة، فتجده يتكلم بلهجة مغايرة فيقول مثلا أنه كافر أو عاشق, وما لا يعلمه كثير من الناس أن الطب النفسي فرع من فروع الطب مثل أمراض القلب وأمراض الجهاز الهضمي, وقد يتخفي المرض النفسي عن طريق اتخاذ صورة مرض عضوي, وهذه بعض الأمراض التي يسببها المرض النفسي: السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين والربو والقولون العصبي وقرحة المعدة وآلام المفاصل واضطرابات الدورة الشهرية وبعض الأمراض الجلدية كسقوط الشعر والإكزيما وكثير من الأمراض التي يجمع الأطباء على أنه لا يمكن شفاؤها إلا من خلال مداواة النفس"[28].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rohani.0wn0.com
 
العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"3معالج روحاني شيخ روحاني فك السحر علاج السحر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"3معالج روحاني شيخ روحاني فك السحر علاج السحر 2
»  العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"2معالج روحاني شيخ روحاني فك السحر علاج السحر
»  العلاج بالقران الكريم بحث علمي "2015"
»  علاج السحر الاسود بالقران علاج السحر بالقران الكريم: معالج روحاني قوي ومجرب
»  علاج السحر المشروب بالاعشاب علاج السحر المشروب بالقران علاج السحر المشروب ناصر الرميح علاج السحر المشروب والمأكول بالاعشاب علاج السحر المشروب او الماكول علاج السحر المشروب والمرشوش علاج السحر المشروب مجرب علاج السحر المشروب بالحجامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحكيم الروحاني المصري الكبير 00201228348808 :: موقع أسرار علاج وفك جميع الأسحار :: منتدى أسرار علاج السحر الاسود عن بعد-
انتقل الى: